نتائج الندوة التي عقدها المركز المصري للدراسات الاقتصادية والبنك الأهلي المصري
في يوم الاثنين 3 فبراير 2025، عقد المركز المصري للدراسات الاقتصادية بالتعاون مع البنك
الأهلي المصري ندوة بعنوان “الذكاء الاصطناعي وتحليل الطلب في سوق العمل المصري:
منهجية جديدة، أدوات مبتكرة، وإمكانات غير محدودة”.
الندوة التي عقدها المركز المصري جاءت في وقت بالغ الأهمية، حيث تطرقت إلى كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات سوق العمل المصري وتقديم حلول مبتكرة لرفع كفاءة سوق العمل في مصر.
أهداف الندوة وأهميتها
تمكنت الندوة من تسليط الضوء على التطورات التكنولوجية المتسارعة في تحليل سوق العمل، حيث تم
استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات والحكومة في فهم الاتجاهات المستقبلية للوظائف
وتحديد الاحتياجات الفعلية في السوق. في كلمته الافتتاحية، أكد محمد الأتربي، رئيس مجلس إدارة البنك
الأهلي المصري، على أهمية هذه الندوة، مشيرًا إلى ضرورة متابعة تطورات التكنولوجيا الحديثة لتحسين آليات
التوظيف والتدريب في مصر.
التطورات في تحليل سوق العمل باستخدام الذكاء الاصطناعي
خلال الندوة، تم عرض أدوات جديدة ومبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما ساهم في تحسين دقة
تحليل البيانات بشكل كبير. حيث تم تحديث المنهجية المعتمدة في تحليل الطلب على الوظائف، حيث أصبح
عدد الوظائف التي تم تجميعها خلال الربعين الأخيرين لعام 2024 يصل إلى 40 ألف وظيفة مقارنة بـ 24 ألف
وظيفة في السابق، مما يعكس دقة البيانات المتوفرة باستخدام التقنيات الحديثة.
كما تم تحسين لوحة عرض البيانات (Dashboard) بشكل يمكن للمستخدمين من تحليل البيانات بسرعة وسهولة
إضافة إلى توفير لوحات بيانات متخصصة في مجالات مختلفة مثل تطوير البرمجيات.
نتائج التحليل وواقع سوق العمل المصري
تم عرض نتائج تحليل الطلب على الوظائف خلال الربعين الثالث والرابع من 2024. وأظهرت النتائج أن هناك
تركيزًا كبيرًا في الطلب على وظائف الذكاء الاصطناعي، والتسويق والمبيعات، إضافة إلى خدمات والقيادة
والتوصيل. وفيما يخص الوظائف البيضاء، كانت البكالوريوس أحد أهم المؤهلات المطلوبة، بينما أظهرت
الوظائف الزرقاء تفضيلًا للذكور مع تركز الطلب في الفئة العمرية بين 23 و38 سنة.
التوقعات المستقبلية
في ختام الندوة التي عقدها المركز المصري تم تسليط الضوء على الفرص الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لتحسين سوق العمل المصري. فقد أشار المشاركون إلى أن استخدام هذه التقنيات المتطورة سيُسهم بشكل كبير في تحقيق فهم أعمق لاحتياجات السوق، وبالتالي سيتمكن الجميع من اتخاذ قرارات مدروسة لتحسين أوضاع سوق العمل. كما تمت مناقشة كيف أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في توجيه السياسات الاقتصادية نحو تطوير المهارات التي يتطلبها المستقبل، بما يتماشى مع التوجهات العالمية في هذا المجال.
من جهة أخرى، أكد المشاركون على أهمية تحقيق التوازن بين التوظيف والتدريب، حيث يجب على الدولة و الشركات العمل جنبًا إلى جنب لتحديد المهارات المطلوبة في المستقبل وضمان تزويد القوى العاملة بها. علاوة على ذلك، تم التأكيد على ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية في التعليم والتدريب المهني، مما يسهم في تأهيل الشباب وتزويدهم بالمهارات المناسبة لتلبية متطلبات سوق العمل المستقبلي.
بالإضافة إلى ذلك، فقد تمت مناقشة كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التوظيف من خلال أدوات مبتكرة، مما سيساهم في تقليل الفجوة بين العرض والطلب على الوظائف. من خلال هذه التحسينات، ستتمكن الشركات من جذب الكفاءات المناسبة بسرعة أكبر، مما يعزز من تنافسية الاقتصاد المصري.
كان لا بد من التأكيد على أن هذه الندوة كانت نقطة انطلاق نحو مستقبل اقتصادي يعتمد على التكنولوجيا المتطورة في تحسين سوق العمل. وبذلك، يُتوقع أن تساهم هذه التطورات في إحداث تحول كبير في هيكلة سوق العمل المصري وتوجيهه نحو مستقبل أكثر مرونة وابتكارًا.
شارك هذا الموضوع
اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد