كيف نهيأ أولادنا نفسيا قبل الامتحانات؟ خطوات عملية لكل أم

كيف نهيأ أولادنا نفسيا قبل الامتحانات

كيف نهيأ أولادنا نفسيا قبل الامتحانات؟ خطوات عملية لكل أم

مع اقتراب موسم الامتحانات، تبدأ مشاعر القلق والتوتر في التسلل إلى قلوب أبنائنا، بل وأحيانًا إلى قلوبنا نحن أيضًا كأمهات. ومن هنا، يبرز تساؤل مهم: كيف نهيأ أولادنا نفسيا قبل الامتحانات؟ فالحقيقة أن التهيئة النفسية الجيدة قبل الامتحانات تلعب دورًا بالغ الأهمية في تحسين أداء الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، مما يجعله أكثر قدرة على التركيز والتعامل مع الضغط بهدوء وثبات.

لذا، دعينا نستعرض سويًا خطوات عملية توضح كيف نهيأ أولادنا نفسيا قبل الامتحانات، وتساعدك في تهيئة ابنك أو ابنتك نفسيًا بشكل فعال.

أولًا: الاستعداد يبدأ مبكرًا وليس ليلة الامتحان

من المهم جدًا أن نعلّم أبناءنا أن الاستعداد للامتحانات لا يبدأ في اللحظة الأخيرة، بل هو عملية مستمرة تبدأ مع بداية العام الدراسي. لذلك، ينبغي تقسيم المواد على فترات مناسبة، وتدريب الطفل على المذاكرة اليومية بهدوء وبدون ضغط.

كما أن استخدام الجداول الزمنية المنظمة يسهم بشكل كبير في تقليل التوتر، حيث يعرف الطفل ما المطلوب منه دون الشعور بالتشتت أو العشوائية.

ثانيًا: وفري بيئة هادئة وآمنة للمذاكرة

لكي يتمكن الطفل من التركيز، يجب توفير بيئة مناسبة تخلو من المشتتات. على سبيل المثال، تأكدي من أن مكان المذاكرة نظيف، منظم، ومضاء جيدًا. كذلك، حاولي تقليل الأصوات العالية أو التلفاز أثناء وقت الدراسة.

وبالإضافة إلى ذلك، يفضل أن يشعر الطفل بأن المكان المخصص له هو مساحة آمنة يمكنه الرجوع إليها دون خوف أو ضغط.

ثالثًا: الكلمات الإيجابية تصنع الفارق

من ناحية أخرى، تلعب الكلمات دورًا محوريًا في نفسية الطفل. الكلمات المحبطة مثل “أنت مهمل” أو “مش هتنجح كده” تترك أثرًا سلبيًا، بينما العبارات التحفيزية مثل “أنا واثقة فيك” أو “أنت بتتحسن يوم بعد يوم” تعزز من ثقته بنفسه وتشجعه على بذل المزيد من الجهد.

ولذلك، اجعلي حديثك مع ابنك داعمًا ومشجعًا طوال الوقت، خاصة عند شعوره بالإحباط.

رابعًا: علمي ابنك تقنيات الاسترخاء والتوازن

من الضروري تعليم الأطفال بعض تقنيات الاسترخاء البسيطة مثل التنفس العميق، أو التأمل لمدة دقائق. علاوة على ذلك، يمكن تشجيعه على ممارسة نشاط بسيط يوميًا كالتمشية أو التمارين الخفيفة، حيث أن الحركة تساعد في تفريغ التوتر.

وبنفس القدر من الأهمية، احرصي على أن يحصل طفلك على قسط كافٍ من النوم، لأن النوم الجيد يعزز التركيز ويقلل من القلق.

خامسًا: اجعلي المذاكرة ممتعة ومتنوعة

بدلًا من الاعتماد فقط على الحفظ والتكرار، حاولي إدخال بعض التنويع في طرق المذاكرة. استخدمي الألوان، الخرائط الذهنية، البطاقات التعليمية، أو حتى تسجيل الدروس بصوت الطفل نفسه.

ومع أن هذه الطرق تبدو بسيطة، إلا أنها تُحدث فرقًا واضحًا في قابلية الطفل للفهم والاستيعاب.

سادسًا: الامتحان ليس مقياسًا للنجاح في الحياة

من المهم أن نُذكّر أبناءنا دائمًا أن الامتحانات ليست نهاية العالم. النجاح لا يُقاس فقط بالدرجات، بل بالاجتهاد، والتطور المستمر، وبذل الجهد. وبالتالي، يجب غرس هذا المفهوم داخلهم حتى لا يشعروا بالضغط الزائد.

تهيئة الأبناء نفسيًا قبل الامتحانات ليست مهمة صعبة، لكنها تتطلب وعيًا، وحنانًا، وصبرًا من الأهل، خاصة من الأم. من خلال الدعم المعنوي، والبيئة الإيجابية، والتنظيم، والتشجيع المستمر، يمكن لكل أم أن تصنع فرقًا حقيقيًا في نفسية طفلها وتساعده على اجتياز الامتحانات بثقة وهدوء.

شارك هذا الموضوع


اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading