قصص لا تنسى: عندما يكون الموت أمنية
في الحياة، هناك قصص لا تنسى تجعلنا نقف متأملين في قدرة الله ورحمته. ولعل من أعظم هذه اللحظات عندما يختار الله بعض عباده لينالوا حسن الخاتمة في أطهر بقاع الأرض.
على سبيل المثال، فقد ودّعنا منذ أيام سيدة انتقلت إلى رحمة الله في الحرم المكي، كما رحلت الحاجة هبة مصطفى القباني في رمضان الماضي في المكان ذاته. لذلك، لا شك أن هذه من القصص التي لا تنسى، حيث يعدّ الموت في بيت الله أمنية يتمناها الكثيرون، ولكن قلة فقط من ينالون هذا الشرف العظيم.
قصة وفاة سيدة فى الحرم
ظهرت السيدة على بلاط الحرم وهي تجلس على الأرض وتحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة وسط جموع المعتمرين حولها.
وحاولت السيدة التنفس ، ثم نظرت للأعلى ورفعت يديها وقبلتها، ورفعتها إلى السماء كأنها تبعث بالقبلات للأعلى.
ثم وقعت على جانبها الأيمن ولفظت أنفاسها الأخيرة وفارقت الحياة في مشهد مؤثر داخل المسجد الحرام، أثناء وجودها أمام الكعبة.
قصة الحاجة هبة مصطفى القباني
روي زوجها أستاذ الجراحة الدكتور عبد المنعم الخطيب ، في مداخلة هاتفية مع برنامج “حضرة المواطن” : “زوجتي الراحلة أدت العمرة لها ولوالدتها وبعد أداء المناسك أصيبت بضيق في التنفس وتم عرضها على أحد الأطباء السعوديين هناك، وأخبرني بأنها تعاني من توقف في عضلة القلب وتم إنعاشها، وتوقفت مرة ثانية لكن أمر الله نفد”.
وتابع: “أعتبر أن الوفاة هو حسن خاتمة والراحلة تركت 4 أبناء الكبرى منهم أنهت دراسة الحقوق والثاني يدرس في الطب، والثالثة تدرس صيدلة والأخير في المرحلة الثانوية، وإحدى صديقاتها أخبرتني بأن الراحلة كانت تتمنى أن تدفن في البقيع”.
لماذا يعد الموت في الحرم أمنية؟
بلا شك، الموت في الحرم المكي ليس كأي موت آخر، بل إنه انتقال إلى الدار الآخرة من مكان تتنزل فيه الرحمات وتُرفع الدرجات. لهذا السبب، فإن من يموت هناك يُكتب له أجر عظيم وبركة لا توصف. وقد قال النبي ﷺ:
“مَن استطاع أن يموتَ في المدينةِ فلْيمُتْ بها، فإني أشفعُ لِمَن يموتُ بها” (رواه الترمذي).
وبناءً على ذلك، إذا كان الموت في المدينة المنورة فضيلة عظيمة، فمن المؤكد أن الموت في مكة المكرمة لا يقل شأنًا، بل ربما يكون أكثر بركة.
دروس من رحيلهما.. ماذا يمكن أن نتعلم؟
بكل تأكيد، هناك العديد من الدروس التي يمكننا استخلاصها من هاتين القصتين المؤثرتين، وأبرزها ما يلي:
ضرورة الاستعداد للموت دائمًا: بما أن الموت قد يأتي فجأة، فمن المهم أن يكون الإنسان مستعدًا للقائه في أي لحظة.
النية الصادقة تحقق الأمنيات: من الملاحظ أن كلتا السيدتين تمنّتا الموت في بيت الله، ولذلك استجاب الله لدعوتهما.
حسن الظن بالله يؤدي إلى حسن الخاتمة: إذ لا شك أن من عاش على الطاعة، كانت نهايته مباركة ومليئة بالخير.
استشعار قيمة الأماكن المقدسة: في الواقع، قصص مثل هذه تذكرنا بأهمية الحرم المكي ومدى البركة التي تحيط به.
رسالة لنا جميعًا
في نهاية المطاف، حين نسمع عن هؤلاء الذين ماتوا في الحرم، فإننا نشعر بأن الله يصطفي من يشاء ليكرمهم بحسن الخاتمة. لذلك، علينا أن نسأل أنفسنا: هل نحن مستعدون لهذا اللقاء؟ وهل نسأل الله بصدق أن يرزقنا خاتمة طيبة
نسأل الله أن يرحمهما وأن يجعل قصتهما ملهمة لنا جميعًا حتى نسعى إلى طاعته ونلقاه على أحسن حال.
شارك هذا الموضوع
اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد