فن اقتناص الفرص :Newsjacking و Trendjacking

 أصبح من الضروري على الشركات والعلامات التجارية أن تكون سريعة وذكية في التفاعل مع الأحداث التي تجذب انتباه الجمهور. وهنا يظهر مصطلحان شائعان هما Newsjacking و Trendjacking: فن اقتناص الفرص اللذان يعتمدان على اقتناص الفرص التي تتيحها الأخبار أو الاتجاهات الشائعة.

ورغم أن كلا الاستراتيجيتين تهدف إلى جذب الانتباه عبر المواضيع الرائجة، إلا أن هناك اختلافات واضحة بينهما في أسلوب التنفيذ والتركيز. في هذه المقالة، سنتناول الفروقات بين Newsjacking و Trendjacking: فن اقتناص الفرص وكيفية استغلال كل منهما بشكل فعال لتحقيق أقصى استفادة في الحملات التسويقية الرقمية.

الفرق بين Newsjacking و Trendjacking:

في عالم التسويق الرقمي، يتم استخدام مصطلحات مثل Newsjacking و Trendjacking للإشارة إلى استراتيجيات تعتمد على استغلال الأحداث الحالية والشائعة للتفاعل مع الجمهور. على الرغم من أنهما يشتركان في فكرة الاستفادة من المواضيع الرائجة، إلا أن هناك فرقًا كبيرًا بينهما من حيث الاستخدام والتركيز. إليك الفروقات الرئيسية بينهما:

1. المفهوم الأساسي:

• Newsjacking:
  
  يشير إلى استغلال الأخبار العاجلة أو المواضيع الإخبارية الرائجة لتحسين الظهور الإعلامي للعلامة التجارية. تعتمد هذه الاستراتيجية على الأحداث أو الأخبار التي تحدث بشكل مفاجئ أو عاجل، مثل الحوادث، الكوارث، القرارات الحكومية، أو أخبار المشاهير. الفكرة هنا هي التفاعل مع الخبر بطريقة ترتبط مع العلامة التجارية وتستغل الاهتمام الكبير الذي يولده الخبر في وسائل الإعلام.
• Trendjacking:
  
  يشير إلى استغلال الاتجاهات الشائعة على الإنترنت أو على وسائل التواصل الاجتماعي التي تكتسب شعبية بشكل سريع. هذه الاتجاهات قد تكون مرتبطة بأمور مثل التحديات، الهاشتاغات، أو المواضيع المتداولة في الوقت الحالي. يركز Trendjacking على التفاعل مع المواضيع التي تظهر فجأة وتكتسب تفاعلًا واسعًا من الجمهور، سواء كانت تتعلق بالثقافة الشعبية أو الأحداث الرياضية أو حتى التوجهات الموسمية.

2. المحتوى والتوقيت:

• Newsjacking:
  يعتمد على أحداث تحدث بشكل مفاجئ وعاجل، ويجب أن يكون التفاعل مع الخبر سريعًا للغاية حتى يتم استغلال الحدث بشكل فعال. قد تتطلب هذه الاستراتيجية تحضيرًا سريعًا ومرونة في التعامل مع التغيرات السريعة في الأخبار. على سبيل المثال، إذا حدث حادث شهير أو تم الإعلان عن قرار مهم، يمكن للعلامة التجارية أن تشارك بشكل مباشر أو مبتكر لتكون جزءًا من المحادثة.
• Trendjacking:
  يتعامل مع الاتجاهات أو المواضيع التي تستمر لفترة أطول نسبيًا. يمكن للعلامات التجارية التفاعل مع هذه الاتجاهات على مدار فترة زمنية أطول وتستفيد منها بشكل أكثر استدامة. عادةً ما تكون الاتجاهات شائعة لفترة زمنية معينة وتستمر في التأثير على المستخدمين على منصات مثل تويتر، إنستغرام، أو تيك توك.

3. الهدف الأساسي:

• Newsjacking:
  الهدف من Newsjacking هو تحقيق الظهور السريع من خلال الانخراط في الأحداث الحية التي تسيطر على وسائل الإعلام. غالبًا ما يكون الهدف هو استغلال الحدث لجذب الانتباه وزيادة الوعي بالعلامة التجارية بشكل سريع.
• Trendjacking:
  يهدف Trendjacking إلى الانخراط في الاتجاهات التي تهم الجمهور بشكل مستمر، وبالتالي بناء علاقة أعمق مع المتابعين. الفائدة الرئيسية هنا هي القدرة على التفاعل المستمر مع الجمهور بطرق مبتكرة تتماشى مع الاهتمامات الشعبية.

4. التحديات:

• Newsjacking:
  التحدي الأكبر في Newsjacking هو ضرورة التحرك بسرعة كبيرة. إذا تأخرت العلامة التجارية في التفاعل مع الخبر، فقد تفقد فرصة الاستفادة من الحدث، خاصة إذا كان الحدث غير متوقع أو سريع الزوال.
• Trendjacking:
  التحدي في Trendjacking هو كيفية التميز في وسط الكم الهائل من المحتوى الذي يتم نشره. مع ازدياد المشاركة في الاتجاهات، يصبح من الصعب جذب الانتباه بسبب كثرة المحتوى المشابه.

5. الأمثلة:

• Newsjacking:
  إذا حدثت فضيحة سياسية أو حادث مؤثر في الأخبار، فإن العلامات التجارية قد تتفاعل مع الحدث باستخدام محتوى يعكس رأيهم أو يربط المنتج أو الخدمة بالحدث بطريقة ذكية، مثل استجابة شركة سيارات لحادث سيارة كبير.
• Trendjacking:
  عندما يظهر تحدي على منصات التواصل الاجتماعي مثل تحدي “Ice Bucket Challenge” أو “TikTok Dance Challenge”، قد تقوم العلامة التجارية بابتكار حملات تتماشى مع هذه الاتجاهات.

بينما يشترك Newsjacking و Trendjacking في فكرة التفاعل مع الأحداث الشائعة، فإن Newsjacking يركز أكثر على الأخبار العاجلة واللحظية، بينما يركز Trendjacking على الاتجاهات أو المواضيع الشائعة التي تظهر على الإنترنت بشكل تدريجي. يمكن للعلامات التجارية استخدام كلا الاستراتيجيتين بشكل مبتكر لتعزيز وجودها الرقمي وزيادة التفاعل مع جمهورها.