حريق سنترال رمسيس: كارثة الاتصالات التي هزت قلب القاهرة

حريق سنترال رمسيس

حريق سنترال رمسيس: كارثة الاتصالات التي هزت قلب القاهرة

حريق سنترال رمسيس

ما هو سنترال رمسيس ولماذا يعد مركزًا حيويًا؟

يعد سنترال رمسيس أحد أهم مراكز الاتصالات الحيوية في القاهرة، حيث يخدم عشرات الآلاف من المواطنين والشركات، ويضم تجهيزات فنية وسيرفرات مركزية مسؤولة عن تشغيل خدمات الهاتف الأرضي، الإنترنت، ونقل البيانات. ولذلك، فإن أي خلل أو حادث داخله قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة على مستوى البنية التحتية الرقمية في مصر.

 متى وقع الحريق وما تفاصيله الأولية؟

حصل الحريق في مبنى سنترال رمسيس مساء يوم الاثنين 7 يوليو 2025، وتحديدًا في حوالي منتصف الليل بتوقيت القاهرة.
اندلعت النيران في غرفة أجهزة تقع بالطابق السابع من المبنى المكوّن من 10 طوابق، وهو ما أدى إلى انتشار كثيف للدخان داخل المبنى.

ووفقًا لتقارير عدة مثل  فإن الحريق بدأ فجأة دون إنذار، وسرعان ما تطوّر نتيجة احتراق معدات إلكترونية وكابلات داخل الغرفة الفنية، والتي تعد قلب المركز التشغيلي.

على الفور، بدأت عمليات الإطفاء مساء نفس اليوم، حيث تم الدفع بعشرات من سيارات الدفاع المدني، وتم تكثيف عمليات التبريد لمنع تجدد الاشتعال، خاصة وأن المبنى يحتوي على تجهيزات شديدة الحساسية.
فقد تمت السيطرة على الحريق بعد عدة ساعات، دون أن يمتد إلى المباني المجاورة، ولكن كانت الخسائر البشرية والمادية واضحة.

للأسف، أسفرت الحادثة عن مقتل 4 مهندسين اختنقوا داخل المبنى أثناء محاولاتهم إنقاذ المعدات. كما أصيب ما بين 22 إلى 33 شخصًا، من بينهم رجال دفاع مدني وعمال فنيون، وتنوّعت الإصابات بين حالات اختناق وحروق سطحية.

وقد نقل المصابون إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج، فيما نعَت وزارة الاتصالات الضحايا، وأكدت فتح تحقيق عاجل للوقوف على الأسباب الحقيقية للحادث.

 تأثير الحريق على خدمات الاتصالات والإنترنت

نظرًا لطبيعة المبنى وأهميته، فقد كان من الطبيعي أن يترك الحريق أثرًا مباشرًا على الخدمات الإلكترونية.
فبحسب بيانات رسمية تداولتها مصادر فقد تضررت أجهزة الكابلات والسيرفرات الرئيسية، مما تسبب في:

  • انقطاع جزئي في خدمات الهاتف الأرضي

  • تباطؤ شديد أو توقف مؤقت لخدمة الإنترنت في عدة مناطق

  • تأثر أنظمة الدفع الإلكتروني وخدمات البنوك الرقمية

وقد وصل انقطاع الإنترنت إلى 62% من السعة الطبيعية لبعض المناطق، وهو رقم كبير يعكس مدى التأثر بالبنية التحتية للاتصالات.

ردود فعل واسعة على السوشيال ميديا

بطبيعة الحال، انتشر خبر الحريق بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدى كثير من المستخدمين قلقهم من ضعف البنية الوقائية داخل المراكز الحكومية.
بينما رأى آخرون أن الحادث دليل على أهمية تحديث أنظمة الحماية ومراقبة المعدات الفنية بشكل أكثر دقة.

وقد أطلقت بعض المبادرات الشعبية نداءً للمسؤولين لتخصيص ميزانيات إضافية لحماية مراكز البيانات ومراكز الاتصالات من أي حوادث مماثلة مستقبلًا.

ما الذي نتعلمه من حريق سنترال رمسيس؟

ببساطة، يُعتبر هذا الحادث تنبيهًا واضحًا إلى ضرورة:

  • تطوير أنظمة الإنذار المبكر داخل المنشآت الفنية

  • زيادة التدريب على إدارة الأزمات ومخاطر الحرائق

  • تأمين البنية التحتية الرقمية بكفاءة أعلى

فالاعتماد المتزايد على التكنولوجيا يستوجب بنية تحتية قوية، محمية، وقادرة على الصمود في وجه أي طارئ.

حادثة حريق سنترال رمسيس لم تكن مجرد حادث عابر، بل كانت ناقوس خطر يلفت الانتباه إلى أهمية صيانة وتأمين المنشآت الحيوية التي يعتمد عليها ملايين المواطنين يوميًا.
وبينما نجحت فرق الإطفاء في احتواء الأزمة، يبقى الأهم هو اتخاذ خطوات عملية لضمان عدم تكرار هذا السيناريو مستقبلًا.

شارك هذا الموضوع


اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading