تحليل حملة جهينة الإعلانية: نجاح أم مخاطرة غير محسوبة؟
تحليل حملة جهينة الإعلانية: نجاح أم مخاطرة غير محسوبة؟
تلجأ الشركات الكبرى إلى الإعلانات كوسيلة فعالة لجذب المستهلكين والتأثير على قراراتهم الشرائية. لكن في بعض الأحيان، قد تتحول الحملات التسويقية إلى موضوع جدل واسع بدلاً من تحقيق التفاعل الإيجابي المطلوب. هذا بالضبط ما حدث مع إعلان جهينة الأخير للترويج لمنتج “اللبنة التركية”، الذي أثار ردود فعل متباينة بين الجمهور. فهل نجحت الحملة في إيصال رسالتها وتحقيق أهدافها؟ أم أنها جاءت بنتائج غير محسوبة؟ في هذا المقال، سنستعرض الإعلان من عدة زوايا لنفهم استراتيجيته ومدى تأثيره على الجمهور
فكرة الإعلان: هل كان التركيز على المنتج كافيًا؟

اعتمد الإعلان على أسلوب السرد القصصي، حيث جسّد مشهدًا تتخيل فيه امرأة شخصية رومانسية مختلفة أثناء تناولها اللبنة. ورغم أن الإعلان في نهايته ركز على إبراز مزايا المنتج، مثل أنه “شهي، صحي، كريمي، وفيه بروتين”، إلا أن الفكرة الأساسية لم تكن قائمة على المزايا التقليدية للمنتجات الغذائية مثل الجودة أو الفوائد الصحية، بل ركّزت على الجانب العاطفي والخيالي.
ردود فعل الجمهور: بين الانتقاد والتأييد
لا يمكن إنكار أن الحملة حققت انتشارًا واسعًا، لكنها في الوقت نفسه أثارت موجة من الجدل. فقد اعتبر البعض أن الإعلان يعكس صورة غير مناسبة للمرأة المتزوجة في المجتمع الشرقي، حيث تم تصويرها وكأنها تتخيل رجلاً آخر غير زوجها. كما أن بعض التعليقات الساخرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل “خش جوه لحد يشوفك” و “جيبها لنفسك وأنت اتشليت”، مما يعكس أن الجمهور لم يتقبل الفكرة بالكامل.
هل أثّر الإعلان على صورة الرجل المصري؟

أحد الجوانب التي أثارت الجدل هو تصوير الإعلان للزوج وكأنه غير جذاب، مما دفع بعض الرجال إلى الشعور بأن الحملة تسخر منهم بطريقة غير مباشرة. ومع أن الإعلانات السابقة لجهينة كانت تركز على الأسرة والصحة، إلا أن هذه الحملة خرجت عن هذا الإطار، وهو ما جعل بعض الفئات لا تشعر بأنها مستهدفة.
استراتيجية الحملة: لماذا تم اختيار هذا الأسلوب؟

يبدو أن جهينة حاولت استهداف فئة جديدة من المستهلكين، وتحديدًا النساء الشابات وربات البيوت اللاتي يتابعن الدراما التركية. ولهذا السبب، استعانت الشركة بالنجم التركي جان يامان ليكون الوجه الإعلاني للحملة، مما جعلها أكثر جذبًا لفئة معينة من الجمهور. فالرسالة الضمنية كانت واضحة: “إذا جربتِ اللبنة التركية، ستشعرين وكأنكِ في عالم مختلف”، وهو ما يتماشى مع ظاهرة انتشار الدراما التركية وتأثيرها على النساء في المنطقة العربية.
هل كان التسويق العاطفي اختيارًا موفقًا؟
التسويق العاطفي يمكن أن يكون فعالًا للغاية، لكنه سلاح ذو حدين. فمن ناحية، يمكنه خلق ارتباط عاطفي قوي بين المستهلك والمنتج إذا تمت صياغته بطريقة ذكية. ولكن من ناحية أخرى، إذا شعر الجمهور بأن الإعلان ينتقص من قيمهم أو لا يعكس هويتهم الثقافية، فقد يأتي بنتائج عكسية، وهو ما حدث جزئيًا في هذه الحملة.
الخلاصة: هل نجحت الحملة أم لا؟

رغم الجدل، لا يمكن إنكار أن الحملة حققت انتشارًا واسعًا وخلقت حالة من النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن يبقى السؤال: هل أدى هذا الجدل إلى زيادة مبيعات اللبنة التركية، أم أنه أثر سلبًا على صورة العلامة التجارية؟ في النهاية، الإعلان الناجح ليس فقط الذي يحقق انتشارًا، بل الذي يترك انطباعًا إيجابيًا لدى الجمهور المستهدف ويقوده نحو الشراء.
تحليل حملة جهينة الإعلانية: نجاح أم مخاطرة غير محسوبة؟
شارك هذا الموضوع
اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد