الفرق بين الوصول ومرات الظهور أيهما الأهم في حملتك التسويقية
عندما تبدأ في إعداد حملتك التسويقية الرقمية، غالبًا ما تواجه مصطلحات مثل الوصول (Reach) ومرات الظهور (Impressions). ورغم أنهما مرتبطان ببعضهما، إلا أن الفرق بين الوصول ومرات الظهور يحمل معاني مختلفة تؤثر بشكل كبير على كيفية قياس نجاح حملتك.
لذا، من المهم جدًا فهم الفرق بين الوصول ومرات الظهور حتى تتمكن من اختيار المؤشر الأنسب لأهدافك التسويقية.
ما هو الوصول (Reach)؟
ببساطة، الوصول يشير إلى عدد الأشخاص الفريدين الذين شاهدوا إعلانك أو محتواك خلال فترة معينة. أي بمعنى آخر، الوصول يقيس عدد الأفراد الذين تمكنت من الوصول إليهم، بغض النظر عن عدد المرات التي رأوا فيها المحتوى.
على سبيل المثال: إذا شاهد شخص واحد إعلانك خمس مرات، فإن الوصول يُحسب على أنه شخص واحد فقط.
بالتالي، يمكن القول أن الوصول يركز على مدى انتشار حملتك بين جمهور متنوع وكبير.
ما هي مرات الظهور (Impressions)؟
في المقابل، مرات الظهور تشير إلى عدد المرات التي تم فيها عرض إعلانك أو محتواك على الشاشة، بغض النظر عن ما إذا كان نفس الشخص قد رآه أكثر من مرة.
على سبيل المثال: إذا شاهد شخص واحد إعلانك خمس مرات، فإن مرات الظهور تحسب كخمس مرات.
بالتالي، مرات الظهور تعكس كمية التفاعل الظاهر، أو مدى ظهور المحتوى الخاص بك بشكل عام.
الفرق الجوهري بين الوصول ومرات الظهور
إذا نظرنا بعمق، نجد أن الفرق الأساسي بين المؤشرين هو:
الوصول يقيس عدد الأشخاص المختلفين الذين تواصلت معهم.
مرات الظهور تقيس عدد مرات عرض المحتوى، بغض النظر عن هوية المشاهدين.
وبذلك، يكون الوصول مؤشرًا أكثر دقة لقياس انتشار المحتوى عبر جمهور متنوع، بينما مرات الظهور تعطي فكرة عن مدى كثافة أو تكرار ظهور الإعلان.
أيهما الأهم في حملتك التسويقية؟
بالطبع، هذا يعتمد على أهداف حملتك. دعنا نوضح:
1. إذا كان هدفك هو التوعية وبناء العلامة التجارية
فمن الأفضل التركيز على الوصول. وذلك لأنك تريد أن يعرف أكبر عدد ممكن من الأشخاص عن علامتك التجارية أو منتجك. وبالتالي، ارتفاع معدل الوصول يعني أنك تحقق انتشارًا واسعًا.
2. إذا كان هدفك هو تعزيز التفاعل أو التذكير
في هذه الحالة، مرات الظهور تكون أكثر أهمية. فالتكرار يساعد في ترسيخ الرسالة في ذهن المستهلك، خصوصًا في الحملات التي تتطلب تعزيز الوعي أو الحث على اتخاذ قرار.
هل يمكن استخدام المؤشرين معًا؟
بالتأكيد، الاستخدام الأمثل لحملتك يعتمد على كلا المؤشرين معًا. فبينما يوفر الوصول نظرة على حجم الجمهور الذي تواصلت معه، توفر مرات الظهور مؤشرًا على كثافة الرسالة.
على سبيل المثال، إذا كان لديك وصول منخفض ومرات ظهور مرتفعة، فهذا يعني أن عددًا صغيرًا من الأشخاص يرون الإعلان بشكل متكرر، وهو ما قد يسبب إرهاقًا للجمهور أو انخفاضًا في فاعلية الإعلان.
بينما إذا كان لديك وصول مرتفع ومرات ظهور منخفضة، فقد لا تصل الرسالة بما فيه الكفاية لكل فرد، مما يقلل من تأثيرها.
كيف تختار المؤشر المناسب لحملتك؟
لتحديد المؤشر الأنسب، يجب أولاً تحديد الهدف الرئيسي من حملتك. وبالإضافة إلى ذلك، عليك مراقبة الأداء بانتظام وتعديل استراتيجيتك حسب النتائج.
كما أن اختيار القنوات التسويقية المناسبة يلعب دورًا هامًا، حيث تختلف طبيعة الجمهور وطريقة التفاعل على منصات مثل فيسبوك، إنستجرام، أو جوجل.
الخلاصة: أيهما الأهم؟
لا يمكن الجزم بأن أحدهما أفضل دائمًا من الآخر، لأن الوصول ومرات الظهور كلاهما مؤشرات هامة تكمل بعضها البعض. فإذا كنت تسعى لزيادة عدد المتابعين الجدد أو التوسع في السوق، ركز على الوصول. أما إذا كنت ترغب في تعزيز التفاعل والتذكير المستمر، فمرات الظهور هي الخيار الأنسب.
بالتالي، فإن حملتك التسويقية الناجحة تعتمد على مزيج ذكي من كلا المؤشرين، مع التركيز على الأهداف المرجوة والجمهور المستهدف.
شارك هذا الموضوع
اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد