الصين تصدر قواعد جديدة لتمييز المحتوى المنشأ بالذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

الصين تصدر قواعد جديدة لتمييز المحتوى المنشأ بالذكاء الاصطناعي

في خطوة مهمة تهدف إلى تعزيز الشفافية ومكافحة انتشار المعلومات المضللة، أعلنت الصين عن قواعد جديدة تلزم مقدمي الخدمات الرقمية بتمييز المحتوى الذي يتم إنشاؤه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي تأتي هذه القواعد في إطار الجهود التنظيمية العالمية لضبط استخدام الذكاء الاصطناعي ومنع التلاعب بالمعلومات التي تصل إلى الجمهور عبر الإنترنت.

ما الذي تتضمنه القواعد الجديدة؟

1. وضع علامات واضحة على المحتوى الذكي

تشترط القواعد الجديدة أن يحمل أي محتوى يتم إنشاؤه أو تعديله بواسطة الذكاء الاصطناعي علامات واضحة تحدد مصدره
يمكن أن يكون ذلك على شكل إشعارات نصية، علامات مرئية، أو بيانات وصفية مشفرة داخل الملفات الرقمية
هذه الخطوة تهدف إلى ضمان معرفة المستخدمين بأن المحتوى الذي يتفاعلون معه لم يتم إنشاؤه بواسطة البشر بالكامل

2. مسؤولية المنصات الرقمية في التحقق من المحتوى

بموجب القواعد الجديدة، تتحمل الشركات والمنصات الرقمية مسؤولية التحقق من المحتوى الذي يتم تداوله عبر منصاتها
والتأكد من التزامه بهذه المتطلبات. هذا يعني أنه يجب على الشركات التي تقدم خدمات الذكاء الاصطناعي
مثل إنشاء الصور أو النصوص باستخدام تقنيات متقدمة، أن تدمج وسائل فعالة لضمان وضع العلامات المطلوبة

3. فرض عقوبات على المخالفين

لضمان الامتثال، ستواجه الشركات التي لا تلتزم بهذه القواعد إجراءات قانونية قد تشمل الغرامات المالية أو حتى فرض قيود على أنشطتها الرقمية. وتهدف السلطات الصينية من خلال هذه الإجراءات إلى التأكد من عدم إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في نشر المعلومات المضللة أو التلاعب بالرأي العام.

لماذا يتم تطبيق هذه القواعد الآن؟

تأتي هذه الخطوة استجابة لمخاوف متزايدة بشأن قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى يصعب تمييزه عن المحتوى الحقيقي
ففي الأشهر الأخيرة، شهد العالم انتشار مقاطع فيديو مزيفة تعرف بـ”التزييف العميق” (Deepfake)

بالإضافة إلى مقالات إخبارية منشأة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعيعلى سبيل المثال،
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور أو مقاطع فيديو تبدو حقيقية لكنها في الواقع مُفبركة، مما قد يُستخدم لأغراض خادعة أو للتأثير على الرأي العام بطرق غير مشروعة. لذلك، فإن إلزام الشركات بوضع علامات على هذا النوع من المحتوى يمكن أن يساعد في تقليل الالتباس وتعزيز ثقة المستخدمين في المحتوى الذي يتفاعلون معه يوميًا.

ما تأثير هذه القواعد على الشركات والمستخدمين؟

1. على الشركات التقنية

الشركات التي تقدم خدمات إنشاء المحتوى بالذكاء الاصطناعي ستكون مطالبة بتطوير تقنيات جديدة لضمان الامتثال لهذه القواعد. قد يكون ذلك مكلفا من الناحية التقنية، لكنه في الوقت نفسه يمكن أن يُساعد في تعزيز الثقة في هذه التقنيات بدلا من إثارة المخاوف حولها.

2. على المستخدمين

بالنسبة للمستخدمين العاديين، من المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في زيادة الوعي حول طبيعة المحتوى الرقمي، مما يساعدهم في التمييز بين المحتوى الحقيقي والمنشأ بالذكاء الاصطناعي. كما قد توفر لهم الأدوات اللازمة للتحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها أو تصديقها.

كيف تنعكس هذه القواعد على مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

هذه القواعد ليست سوى بداية لما يُمكن أن يصبح معيارا عالميًا في المستقبل. مع استمرار انتشار تقنيات الَذكاء الاصطناعي، ستواجه الدول والشركات تحديات جديدة تتعلق بكيفية تنظيم استخدامها. ومن المرجح أن تتبع دول أخرى خطى الصين في فرض قوانين مماثلة لحماية المستخدمين من التضليل وتعزيز الشفافية في عالم الإنترنت.

في الختام

تمثل هذه القواعد الجديدة خطوة حاسمة في تنظيم استخدام الَذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل تزايد استخدامه في صناعة المحتوى. وبينما يرى البعض أنها قد تضيف عبئًا إضافيًا على الشركات، فإنها بلا شك تساهم في بناء بيئة رقمية أكثر أمانا وموثوقية. لذلك، من المهم أن تتابع الشركات والمستخدمون هذه التطورات عن كثب

شارك هذا الموضوع


اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading