اعلان اتصالات الجديد واثارة الجدل حوله
في وقت المفروض إن الشركات تكون فيه حريصة على صورتها قدام الناس، شركة اتصالات قررت تنزل إعلان بعد فوز النادي الأهلي على البنك الأهلي، إعلان من المفترض إنه ترويجي، بس اتحول في لحظة لمادة جدل وغضب… خصوصًا من جماهير نادي الزمالك!
إيه اللي حصل في الإعلان؟
المشهد اللي فجّر الغضب كان واضح جدًا: واحد باين عليه في حالة صدمة، وبيتنقل بسيارة إسعاف، وكله في سياق ساخر جدًا.
المشكلة؟ إن ناس كتير شافت إن ده إسقاط على مشجع زملكاوي بعد الهزيمة، يعني كأنهم بيقولوا إن جمهور الزمالك مش قادر يستحمل الخسارة!
وده بالنسبة لجمهور الزمالك مش هزار… ده استهزاء مباشر، وغير رياضي بالمرة.
الزمالك بيتحرّك… والموضوع بقى رسمي!
اللي حصل بعد كده؟
نادي الزمالك قدّم بلاغ رسمي للنائب العام ضد شركة اتصالات، وطلب فيه فتح تحقيق عاجل بخصوص الإعلان اللي اعتبروه فيه سخرية من جمهور النادي، وإساءة مباشرة غير مبررة.
واللي زوّد الطين بلّة إن الإعلان اتشاف على نطاق واسع، واتنشر بسرعة على كل منصات السوشيال ميديا… وده زوّد حجم الأزمة.
طب ده معناه إيه من ناحية تسويقية؟
بص يا معلم، الإعلان مش مجرد فيديو بيتصور وخلاص. التسويق دلوقتي مبني على السياق والوعي الثقافي، يعني لازم تبقى عارف كل تفصيلة حواليك قبل ما تنزل إعلانك.
تعالى نفكّرها تسويقيًا:
أولًا: الإعلان نزل بعد ماتش حساس، وفيه مشاعر كتير متوترة عند الجماهير، خصوصًا جمهور الزمالك… يعني التايمنج كان خاطئ تمامًا!
ثانيًا: الكوميديا في التسويق سلاح ذو حدين، ولو استخدمته غلط أو فهمته الناس بشكل تاني، ممكن يتحوّل لـكارثة علاقات عامة.
ثالثًا: بدل ما الحملة تحقق “Engagement” إيجابي، اتجهت ناحية الـ”Negative PR”، وده بيأثر على صورة البراند وسط شريحة كبيرة من الجمهور.
الدرس اللي لازم نتعلمه كمسوّقين
قبل ما تنزل إعلان فيه سخرية أو مشهد غريب:
اسأل نفسك: هل الجمهور ممكن يفسّره بشكل تاني؟
هل فيه طرف ممكن يعتبر ده إساءة ليه؟
وهل التوقيت مناسب فعلًا؟
لإن أي علامة تجارية كبيرة، لازم تحسب كل خطوة، لإن “البراند مش بس منتج… البراند هو الصورة الذهنية اللي الناس شايفينها في دماغهم عنك”، وأي حاجة تجرح الصورة دي، ممكن تكلفك سنين من الثقة والمصداقية.
لما الإعلان يقلب على البراند
بدل ما الإعلان يعمل دعاية إيجابية، الشركة اتحطت في موقف دفاعي، بقى عليها ضغط قانوني وضغط جماهيري، وده نموذج واضح لحملة تسويقية “اتقلبت بالعكس”… وده أكبر خطر في عالم البراندينج.
إعلان اتصالات الأخير بيأكد إن التسويق مش بس فكرة جامدة أو لقطة مضحكة، التسويق لازم يكون ذكي، واعي، وحساس للسياق العام.
وإلا، بدل ما تبني علاقة مع جمهورك… ممكن تلاقي نفسك بتكسرها بلقطة واحدة!
شارك هذا الموضوع
اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد