إزاي تختار المنصة المناسبة لمشروعك؟ فيسبوك أم إنستجرام أم تيك توك؟
إزاي تختار المنصة المناسبة لمشروعك؟ فيسبوك أم إنستجرام أم تيك توك؟

أولًا: تحديد الجمهور المستهدف
في البداية، لا يمكن لأي حملة تسويقية أن تحقق النجاح ما لم يكن هناك فهم دقيق للجمهور المستهدف. فكل منصة تمتلك طبيعة خاصة من حيث الفئة العمرية والاهتمامات وطريقة التفاعل.
على سبيل المثال، منصة فيسبوك تُعد الأكثر شمولًا، حيث تضم فئات عمرية متنوعة، بداية من الشباب وحتى كبار السن، وهي مناسبة للمشروعات التي تستهدف جمهورًا واسعًا أو عائليًا.
أما منصة إنستجرام، فتتميز بتركيزها على الجانب البصري، إذ تعتمد على الصور والفيديوهات القصيرة عالية الجودة. ولذلك، فهي الخيار الأفضل للأنشطة التجارية التي تعتمد على الجاذبية البصرية مثل الموضة، والمجوهرات، والمأكولات، ومنتجات العناية الشخصية.
بينما منصة تيك توك تُعتبر الأنسب للوصول إلى الفئة الأصغر سنًا، خاصة المراهقين والشباب، نظرًا لاعتمادها على الفيديوهات القصيرة ذات الطابع الترفيهي والإبداعي.
وبناءً على ذلك، فإن تحليل الجمهور خطوة أساسية لتحديد المنصة الأكثر فعالية في إيصال الرسالة التسويقية وتحقيق الأهداف المطلوبة.
ثانيًا: طبيعة المنتج أو الخدمة
بعد تحديد الجمهور، تأتي الخطوة التالية وهي فهم طبيعة المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة.
فمثلًا، إذا كان المشروع يقدم خدمات تعليمية أو استشارية، فقد يكون فيسبوك هو المنصة الأنسب، لأنه يتيح إمكانية نشر محتوى تفصيلي وروابط مباشرة لدورات أو خدمات.
أما إذا كان المنتج يُباع من خلال الصور أو يعتمد على التصميمات الجذابة، فإن إنستجرام سيكون الخيار الأمثل لعرضه بطريقة احترافية وجذابة.
في المقابل، لو كان المشروع يسعى إلى الوصول إلى قاعدة جماهيرية واسعة بسرعة، فإن تيك توك يوفر فرصًا كبيرة للانتشار الفيروسي بفضل خوارزمياته الديناميكية.
وهكذا، يمكن القول إن المنصة المثالية هي التي تتماشى مع طبيعة المحتوى الذي يعكس هوية المشروع ويُبرز قيمته المضافة.
ثالثًا: دراسة المنافسين
من المهم كذلك تحليل المنافسين لمعرفة أين يحققون النجاح وأين يتواجد جمهورهم الفعلي.
فعلى سبيل المثال، إذا لاحظت أن العلامات التجارية المشابهة تحقق معدلات تفاعل مرتفعة على إنستجرام، فقد يكون من المنطقي أن تبدأ من هناك.
أما إذا كان بعض المنافسين يعتمدون على تيك توك ويحققون نتائج قوية، فقد تستفيد من ذلك التجربة لاختبار أداء علامتك في نفس البيئة.
تساعد هذه الخطوة في اختصار الوقت والجهد، لأنها تمنحك رؤية واضحة للمنصات التي تستحق الاستثمار فيها بالفعل.
رابعًا: قياس الأداء وتطوير الاستراتيجية
التسويق الرقمي ليس عملية ثابتة، بل هو تجربة مستمرة تحتاج إلى المراقبة والتحليل.
لذلك، يُنصح دائمًا ببدء الحملات على نطاق محدود، ثم قياس مؤشرات الأداء الأساسية (KPIs) مثل معدل التفاعل، وعدد النقرات، والعائد على الاستثمار (ROI).
وبناءً على النتائج، يمكن تعديل الاستراتيجية أو التوسع في المنصة الأكثر نجاحًا.
ومن الجدير بالذكر أن المرونة في اتخاذ القرارات تمثل عاملًا حاسمًا في تحقيق النجاح التسويقي.
خامسًا: التركيز أهم من التعدد
يقع العديد من أصحاب المشروعات الصغيرة في خطأ شائع يتمثل في محاولة التواجد على كل المنصات في الوقت نفسه، وهو ما يؤدي غالبًا إلى تشتت الجهود وضعف النتائج.
لذا، يُفضل التركيز على منصة واحدة أو اثنتين فقط في البداية، مع تقديم محتوى عالي الجودة ومتسق.
وبعد تحقيق نتائج واضحة، يمكن الانتقال تدريجيًا إلى منصات أخرى لتوسيع قاعدة الجمهور.
إن اختيار المنصة التسويقية المناسبة ليس قرارًا عشوائيًا، بل يعتمد على تحليل شامل للجمهور المستهدف، وطبيعة المنتج، وسلوك المنافسين، ونتائج الأداء الفعلية.
فيسبوك، إنستجرام، وتيك توك… جميعها أدوات فعّالة، لكن النجاح الحقيقي يكمن في معرفة أين يتواجد جمهورك وكيف يحب أن يتفاعل معك.
وباختصار، المنصة الأفضل لمشروعك هي تلك التي تُعبّر عن هويته وتصل إلى جمهوره في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة.
شارك هذا الموضوع
اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.














اترك رد