وراء التسلية الظاهرة للسوشيال ميديا، هناك استنزاف خفي للنفس والطاقة
مفهوم “الـ Digital Fatigue” وتأثيره على النفسية والإنتاجية

في عالم بقى كل شيء فيه رقمي، بقينا نقضي ساعات طويلة على منصات السوشيال ميديا. ومع الوقت، بدأنا نحس بإرهاق، توتر، وقلة تركيز. هنا بيظهر مفهوم “الـ Digital Fatigue” أو “الإجهاد الرقمي”، واللي بقى ظاهرة منتشرة جدًا في العصر الحديث.
أولًا: يعني إيه Digital Fatigue؟
في البداية، لازم نفهم المصطلح. الـ Digital Fatigue هو حالة من الإرهاق العقلي والجسدي بتحصل نتيجة الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية زي الموبايل، اللابتوب، والسوشيال ميديا.
من أبرز أعراضه:
الشعور بالإرهاق بعد التصفح.
فقدان التركيز أو صعوبة في اتخاذ القرار.
التوتر المستمر.
قلة النوم.
وبما إن السوشيال ميديا بقت جزء من حياتنا اليومية، فالإجهاد الرقمي ده بقى أمر شائع جدًا وبيأثر على صحتنا النفسية والإنتاجية في الشغل والدراسة.
ثانيًا: ليه السوشيال ميديا بتتعبنا؟
رغم إن السوشيال ميديا وسيلة ترفيه وتواصل، إلا إن ليها تأثيرات سلبية ملحوظة، ومنها:
1. المقارنة المستمرة
من ناحية أخرى، بقت السوشيال ميديا ساحة كبيرة للمقارنات. بنشوف ناس بتسافر، تشتري، تنجح… وده ممكن يخلي الشخص يحس إنه أقل أو إن حياته مش كفاية.
2. المحتوى المزعج والمضلل
كمان، المحتوى الكتير المزعج أو السلبي أو حتى المعلومات المغلوطة ممكن يخلي الناس تحس بالضغط والتوتر، خاصة لما يتعلق بأخبار محبطة أو أحداث مأساوية.
3. التشتت وقلة التركيز
السوشيال ميديا بتقدم كم ضخم من المعلومات والصور والفيديوهات، وده بيخلينا ننتقل من موضوع لموضوع بدون تركيز، وده بيأثر على قدرتنا على الإنجاز.
4. الخوف من الفقدان (FOMO)
بالإضافة إلى ذلك، بيظهر عند ناس كتير شعور بالخوف من تفويت حاجة مهمة، سواء مناسبة أو تريند أو خبر. وده بيخليهم طول الوقت عايزين يتابعوا ويشوفوا كل جديد، حتى لو ده على حساب راحتهم.
ثالثًا: إزاي Digital Fatigue بيأثر على إنتاجيتنا؟
من المهم نعرف إن الإرهاق الرقمي مش بس بيأثر على الحالة النفسية، لكنه كمان بيأثر على الإنتاجية بشكل كبير:
صعوبة في إنجاز المهام.
تشتت مستمر.
تأجيل الشغل بسبب الانشغال بالموبايل.
ضعف التواصل الفعّال مع الفريق أو العملاء.
وبالتالي، كل ما زاد وقتنا على السوشيال ميديا بدون وعي، كل ما قلت كفاءتنا.
رابعًا: هل في حلول للتعامل مع Digital Fatigue؟
طبعًا! رغم إن السوشيال ميديا جزء لا يتجزأ من حياتنا، لكن في طرق نقدر نقلل بيها من الإرهاق الناتج عنها:
1. تحديد وقت لاستخدام السوشيال ميديا
مثلاً، ممكن تخصصي لنفسك 30 دقيقة فقط في اليوم لتصفح مواقع التواصل.
2. استخدام أدوات التحكم في الوقت
في نفس السياق، في تطبيقات كتير بتساعدك تعرفي قضيتي قد إيه على الموبايل، وتقدري تقفلي التطبيقات بعد وقت معين.
3. فترات راحة رقمية (Digital Detox)
كل فترة، جربي تقفلي كل الأجهزة لمدة يوم أو حتى ساعات، وركزي على نفسك، القراءة، أو التواصل الواقعي.
4. تنظيم بيئة العمل
كذلك، من الأفضل تخصيص مكان خاص للشغل بعيد عن الموبايل، عشان تركيزك يزيد وما تتشتتيش.
5. فلترة المحتوى اللي بتتابعيه
تابعي صفحات بتديك طاقة إيجابية، واتخلصي من أي محتوى مزعج أو سلبي أو بيخليكي تقارني نفسك بغيرك.
في النهاية، السوشيال ميديا مش شر، لكن الاستخدام المفرط وغير الواعي ليها هو السبب الحقيقي للإرهاق والتعب. علشان كده، لو حسيتِ إنك مش قادرة تركزي، متوترة، أو زهقانة بدون سبب، ممكن يكون الوقت إنك تراجعي علاقتك بالسوشيال ميديا، وتحطي لنفسك حدود تحافظي بيها على صحتك النفسية والجسدية.
مفهوم “الـ Digital Fatigue” وتأثيره على النفسية والإنتاجية
شارك هذا الموضوع
اكتشاف المزيد من معاصرون اكاديمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.















اترك رد